ملامسة الجلد للجلد - מגע עור לעור
تأثير الساعات الأولى التالية للولادة على الطفل، على الأم وعلى العلاقة بينهما
ينمو طفلك ويكبر داخل رحمك لمدّة تسعة أشهر. بعد الولادة بلحظةٍ، يخرج الطفل إلى العالم، ويحتاج للمستك، ولكن هذه المرة، خارج الرحم.
تدلّ الأبحاث على أنّ النمو الأمثل للطفل حديث الولادة يتحقق عند تواجده مع أمّه، مع ملامسة الجلد للجلد، بحيث يوضع جسده العاري على صدرها المكشوف، بالمقابل، توجد لفصل المولود عن الأم أعراض سنتطرّق إليها لاحقًا بتوسّع.
خلال الحمل، يكون الجنين محميًا داخل الكيس السلوي، حيث يحصل عل كل ما يحتاج إليه. في هذه البيئة المثالية، تكون كمية الأكسجين ودرجة الحرارة مثاليتين بالنسبة له. يتغذى الطفل من الحبل السريّ بشكل متواصل، ويهدأ بفضل دقات قلب أمّه.
بعد الولادة، يخرج الطفل من البيئة المحمية في بطن أمه إلى بيئة مليئة بالمحفّزات، إلى أضواء ساطعة، أصوات قوية وروائح مختلفة. في هذه المرحلة، وعلى مدار فترة طويلة بعدها، يحتاج الطفل للمساعدة في تنظيم حدة أحاسيسه وتجاربه. التنظيم الحسيّ والعاطفي يتم بواسطة التلامس مع الأم وحرارة جسدها. وتعتبر الأم "المكان الآمن" بالنسبة للطفل.
في الكثير من المستشفيات، يُفصل الطفل عن أمّه لإجراء الفحوصات الروتينية. فصل الطفل عن أمّه فور ولادته هو المسبب الأساسي لارتفاع هرمونات القلق والتوتر لدى الطفل.
ينعكس التوتر فيسيولوجيًا على الطفل بحيث يحدث ارتفاع في معدّل نبضات القلب، ارتفاع ضغط الدم، انخفاض نسبة تركيز الأكسجين في الدم والتأثير الملحوظ على دماغ الطفل قيد التأقلم: الانفصال عن الأم يوتّر الطفل إلى حد عدم الاستقرار الفيسيولوجي. بما أنّ الطفل يشعر بأنّه غير آمن، يرسل دماغه إشارات تنذر جسده "بالخطر": يفرز الدماغ هرمون التوتر، الذي يزيد من معدّل دقات القلب ووتيرة التنفس كرد فعل تلقائي يسمّى بـ "استجابة الكر أو الفر" (Fight or Flight). يُفرز أيضًا هرمون السوماتوستاتين الذي ينشط داخل الأمعاء للحدّ من امتصاص الغذاء، مما يعيق النمو. تستمر هرمونات القلق والتوتر هذه في التأثير على الطفل أثناء انفصاله عن أمه. استجابة الكر والفر الأساسية، FOF، تنعكس أولًا في الحركة السريعة لليدين والرجلين والبكاء. وإن لم تلبّى حاجة الطفل في هذه المرحلة، سيكون ردّ فعله الجمود ( Freeze). ينعكس رد الفعل هذا في الانقطاع، التوقف عن البكاء والنوم. جرّاء رد الفعل هذا، يظن بعد الناس، على نحو خاطئ، أنّ الطفل "هدأ"، ولكنه في الواقع يكون"خامدًا".
حتى بعد عودة الطفل إلى أمه، فإنّ هرمونات القلق والتوتر تبقى في جسده لمدة نصف ساعة حتى ساعة.
بالمقابل، فإنّ الطفل الذي لا يُفصل عن أمّه بعد الولادة، ويوضع على جسدها بوضعية ملامسة الجلد للجلد، يتمتع بفوائد كثيرة مهمّة، من بينها، تعزيز الارتباط بين الأم والطفل عن طريق تجربة الرضاعة الأولى. عندما يوضع الطفل على جسد أمه، يمكنها الانتباه لمؤشرات الجوع لديه، ومساعدته على الزحف والالتصاق بثديها (فيديو توضيحي).
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ ملامسة "الجلد للجلد" تخفّف من حدة الضائقة والبكاء، وتساهم في الحفاظ على درجة حرارة جسد الطفل بواسطة ملاءمة درجة حرارة جسد الأم لدرجة حرارة جسد الطفل، وفي تنظيم التنفّس، ضربات القلب ومستوى السكر لدى الطفل، التقليل من النزيف التالي للولادة لدى الأم، التخفيف من حدّة الآلام التي يشعر بها الطفل عند إجراء الفحوصات الطبية والتخفيف من حدّة التوتّر النفسي لدى الأم.
الطريقة الموصى بها لملامسة الجلد للجلد:
تكون الأم بوضعية استلقاء جزئي مع وسادة داعمة.
بينما لا يزال الحبل السريّ نابضًا، يوضع الطفل على جسد الأم، عاريًا أو مع حِفاظ، ومغطّى ببطانية.
بعد قطع الحبل السري، يوضع الطفل على الأم بحيث يلامس صدره صدرها، ويبقى هناك بدون أي إزعاج لمدة ساعة على الأقل، ويستحسن حتى إنهاء الرضعة الأولى وأكثر. هذه الملامسة ضرورية، وتمنح الطفل الاستقرار الفيسيولوجي الأمثل.
يكون وجه الطفل مرئيًا ومكشوفًا قليلًا ، عنقه مستقيمًا وركبتاه مثنيتين.
يمكن إجراء الفحوصات الروتينية أثناء تواجد الطفل بوضعية ملامسة الجلد للجلد، وحتى أثناء الرضاعة.
القياسات التي تُجرى للطفل المعافى الذي يولد في موعده يمكن أن تؤجّل حتى ست ساعات. نتائجها لن تتغير بشكل كبير خلال هذا النطاق الزمني.
إذا لزم الأمر، يمكن مراقبة حالة الأم والطفل من قبل الطاقم الطبي وهما في وضعية ملامسة الجلد للجلد.
ملامسة الجلد للجلد يمكن أن تستمر أيضًا خلال الانتقال إلى قسم الولادة، تحت إشراف الطاقم الطبي.
حتى في الولادات التي تتم بمساعدة أدوات أو الولادات القيصرية، يمكن اتباع نهج ملامسة الجلد للجلد، ويعود ذلك بنفس الفائدة كما في الولادات الطبيعية.
مدة بقاء الطفل على جسد الأم بوضعية ملامسة الجلد للجلد في المستشفى، وبعد ذلك أيضًا، مهمةّ جدًا لمتابعة الرضاعة. يتعلّم الأم والطفل كيفية التقرب من الثدي والإمساك به وتمييز مؤشّرات الجوع، تُضبط مؤشّرات جسم الطفل من خلال جسم الأم، يعمل الجهاز الهرموني بشكل سليم ويُنتج الحليب بالتلاؤم مع احتياجات الطفل. تجدر الإشارة إلى أنّه كلما طالت مدة ملامسة الجلد للجلد في الأشهر الأولى التالية للولادة، فإنّ ذلك يؤثّر إيجابًا على الطفل، الحالة المزاجية للأم، الرضاعة والعلاقة بين الأم والطفل.
🔹 حيثما وردت كلمة "الأم"، باستثناء سياق الفترة التالية للولادة أو سياق الرضاعة، يقصد بذلك ملامسة الجلد للجلد مع الأم أو مع شخص آخر مهم يعتني بالطفل.
المراجع: الدليل الإسرائيلي للرضاعة، إصدار عام عوفيد
Skin to skin contact, La Leche League Canada
What’s The Big Deal With Skin-To-Skin?, Lynsey Hansford, La Leche League GB
Skin-to-Skin Contact, Jill Bregman, La Leche League International
تحرير: ليئات أطلاس، روتيم فيريد
ترجمة للعربية: ربى سمعان- غلوكال للترجمة والحلول اللغوية
Comments