الفطام عن الرضاعة الليلية - גמילה מהנקת לילה
الفطام عن الرضاعة خلال الليل، أو الفطام الليلي كما يُسمّى أحيانًا، هو التوقف عن إرضاع الطفل في ساعات الليل، ولكن يمكن متابعة إرضاعه خلال النهار. يعني ذلك أنّ الطفل قد يستيقظ ليلًا، ولكنه لن يرضع. سيرورة الفطام الليلي هذه قد تساعد عائلات كثيرة على تنظيم ساعات الليل، نيل قسط من الراحة، وإن كان ذلك لا يتحقق بالضرورة.
سأتطرّق في هذه المقالة إلى أسباب الفطام الليلي، من يناسب، وما هي الطريقة المثلى لتحقيق ذلك.
الرضاعة الليلية
يرضع الأطفال حسب احتياجاتهم، وتتغير هذه الاحتياجات خلال النهار، في الفترات المختلفة، كلما كبر الأطفال. إنّها سيرورة طبيعية، ولكننا لا نعيش جميعًا في عالم طبيعي تمامًا.
يضطر معظم الناس لملاءمة أنفسهم لقيود جدولهم الزمني، عملهم ودراستهم، وهناك أيضًا احتياجات عاطفية-نفسية. ولذلك، لا بد أنكم سمعتم عن أمهات اللواتي يصعب عليهن الاستيقاظ عدة مرات في الليل لإرضاع أطفالهن. بعض الأطفال ينامون جيدًا في الليل، بينما يستيقظ آخرون كثيرًا- ويختلف ذلك من طفل لآخر ومن فترة لأخرى.
توقّع الأهالي بأن ينام الطفل ليلة كاملة قد لا يكون دائمًا أمرًا واقعيًا، أو ربّما يجدر بي القول إنّه غير واقعي على الإطلاق. النوم لليلة كاملة هو مرحلة تطورية يبلغها الأطفال عاجلًا أم آجلًا في سيرورة تطورهم (كما يُفطم جميعهم عن الحفاظات، ويتعلمون كيفية استخدام المرحاض بمفردهم). يصل كل طفل إلى مرحلة النضج التي تجعله ينام لليلة كاملة في الوقت الذي يلائمه، حتى وإن لم نفعل شيئًا في هذا الصدد. هذه نقطة مهمة وعلينا أن نتذكرها، لأنّه في الكثير من الأحيان، يستثمر الأهالي جهودًا حثيثة لكي ينام الطفل ليلة كاملة، مع أنّه لم يبد بعد استعداده لذلك.
نعرف أيضًا أنّ الأطفال يرضعون ليلًا ليس فقط للحصول على الغذاء، بل لأنّهم بحاجة لأن يعرفوا ولأن يشعروا بأنّ هناك أحدًا ما بجانبهم، وبأنّهم ليسوا وحدهم. يحتاج الأطفال لهذا الشعور بالأمان. توجد للرضاعة الليلية أيضًا وظائف صحية ومناعية. في بعض الأحيان، يستيقظ الأطفال كثيرًا في الليل في فترة التسنين، المرض أو قفزة النمو. وفي أحيان أخرى، يستيقظ الأطفال لأسباب أخرى مثل الكوابيس، البرد أو الحر. مع أنّ الرضاعة ليست حتمًا السبب الذي يؤدي إلى الاستيقاظ ليلًا، إلّا أنّها تساعد الكثيرين منهم على معاودة النوم.
متى يمكن فطم الطفل عن الرضاعة الليلية؟
يُعتقد عامةً أنّ الأطفال حتى عامهم الأول يحتاجون للرضاعة الليلية على المستوى الغذائي، إلا إذا نظّم الطفل لنفسه نمط نوم ينام بموجبة لساعات طويلة، أو حتى لليلة كاملة. في هذه الحالة، عندما يحدد الطفل لنفسه نظامًا كهذا، يبدو إذًا أنّه لا يحتاج للرضاعة الليلية للحصول على الطاقة، ويحرص على استكمالها خلال النهار بطرق مختلفة. ولكن الوضع ليس كذلك لدى معظم الأطفال، إذا أنهم يحتاجون للغذاء خلال الليل، للحصول على الطاقة الضرورية لسيرورة النمو السريعة التي تحدث أثناء النوم، حتى عامهم الأول على الأقل.
باقترابهم من عامهم الأول، يبدأ بعض الأطفال باستيعاب مفاهيم مثل الانفصال أو التحلي بالصبر ليعاودوا الرضاعة مجددًا، الأمر الذي يمكّنهم إلى حدٍ ما من فهم الشرح الذي نختار أن نقدّمه لهم لسبب عدم الرضاعة الليلية. لذلك، نوصي الأهل المعنيين بفطم الطفل عن الرضاعة الليلية الانتظار لبلوغ الطفل عامه الأول على الأقل لبدء السيرورة.
يمكننا بالطبع تأجيل الفطام الليلي لمرحلة متأخرة، أو التنازل عنه. العديد من الأمهات لا يفطمن أطفالهن عن الرضاعة الليلية بمبادرتهن، ويمنحن الطفل المجال للفطام الذاتي بمبادرته هو، عندما ينضج بالقدر الكافي. تواصل بعض الأمهات إرضاع أطفالهن حتى سن أكبر خلال النهار، ويجدن صعوبة في الرضاعة الليلية. في هذه الحالات يمكن التفكير في الفطام الليلي، للحفاظ على تجربة إيجابية وممتعة خلال النهار وعلى مر السنين. تتحدث بعض النساء عن صعوبة الرضاعة الليلية في عمر السنة ونصف أو السنتين، والفطام من هذه الرضاعة الليلية قد يمكّنهن من الاستمرار بالإرضاع في سائر أجزاء اليوم، بسهولة ومتعة.
التطبيق العملي: كيف نوقف الرضاعة الليلية
أهمّ ما في الفطام الليلي هو القرار. يجب التفكير مليًا في القرار، وإعطاؤه أطول وقت ممكن. إذا أمكن الأمر، يستحسن أن يكون القرار زوجيًا/عائليًا، لأنّ الأم تحتاج للدعم من محيطها القريب.
بطبيعة الحال، الفطام ليس سيرورة سهلة، لأنّه ينطوي على تغيير عادات قائمة. إذا كان يصعب على البالغ تغيير عاداته في الكثير من المجالات، فإنّ الصعوبة التي يواجهها الطفل أكبر بكثير، لأنّه غير قادر على التواصل بعد. للنجاح في السيرورة نفسها، ينبغي على الأم أن تتذكر لمَ اختارت فطم طفلها عن الرضاعة الليلية، عدم التنازل، تَذَكُّر الأسباب في اللحظات التي تواجه فيها صعوبات وتحديات، والحفاظ على خط سيرها باتجاه تنفيذ القرار. لذلك، يوصى بأن تخصص هذه الأم الوقت اللازم قبل البدء بسيرورة الفطام الليلي لتستوضح بينها وبين نفسها (أو مع الزوج) ماذا تريد أن تفعل، وما مدى أهمية ذلك بالنسبة لها. الحيرة والتردد من طرف الأم قد يعيقان سيرورة تطبيق القرار، ولذلك، من المهم أن نمرر للطفل رسالة واضحة ومتسقة.
يمكننا تحديد موعد/تاريخ لبدء السيرورة. سيساعدنا ذلك على الاستعداد معنويًا. إذا كان سن الطفل يسمح بذلك، يمكننا تحضيره للسيرورة كلاميًا. مع أنّه يبدو لنا أنّ الأطفال لا يفهمون، إلّا أنّهم قادرون على الاستيعاب بل والاستفادة من هذا التحضير، وقد يساعد ذلك الأم أيضًا على الاستعداد معنويًا. النقطة الثانية، والتي لا تقل أهمية عن سابقتها، هي خوض السيرورة مع منح الطفل أكبر قدر من الاحترام والحب. لا شك أنّ الطفل سيمرّ بصعوبات وسيحتاج للتعبير عنها. لديه كل الحق في ذلك! ينبغي على الأم أن تفهم ضرورة تجنيد كل قواها والتواجد إلى جانب الطفل ومن أجله. فهي أيضًا تنتقل إلى مرحلة جديدة تتعلم فيها التواصل مع طفلها بشكل مختلف عما اعتادت عليه حتى الآن.
من المهم أيضًا أن نكون مستعدين للتعامل مع الصعوبات التي سيواجهها الطفل ومع بكائه وأنّ نعرف أنّ مرحلة الصعوبات قد تستمر طويلًا. هنا، ينبغي على الأم أن تحرص على توفير حلقة داعمة لها هي أيضًا، التي يمكنها اللجوء إليها عندما تحتاج لذلك. إذا كان الأب أو الزوج متداخلًا في حياة الأم والطفل، يستحسن السماح له بالاندماج في السيرورة. قد تنشأ عن ذلك علاقة جديدة وقوية بين الأب وطفله، وهذه بالطبع خطوة مباركة.
يُستحسن التفكير مسبقًا بجدول زمني منطقي.
معظم القصص التي نسمعها من الأهالي تتطرق إلى الصعوبات التي يواجهها الطفل، والتي تتغير خلال السيرورة. البكاء يقلّ ووتيرته تنخفض، إلى أنّ يتوقف نهائيًا ويتأقلم الطفل مع واقع جديد. لا يحصل ذلك في جميع الحالات، الأمر الذي قد يدلّ على أنّ الطفل ليس ناضجًا بعد للفطام الليلي، وربما لا يزال يحتاج للرضاعة بشكل كبير. من المهم أن نكون مرنين وصادقين وألّا "نتحدّى الطفل". إذا شعرنا بأنّ الوقت لا يزال مبكرًا لسيرورة كهذه، يمكن وقفها والبدء لاحقًا. يقلق أهال كثيرون من هذه المرونة، خشية أن تصعب عليهم خوض السيرورة في وقت لاحق، ولكن عندما نحاول فطم الطفل عن الرضاعة الليلية قبل أن يكون مستعدًا لذلك، فإنّ تأجيل السيرورة لموعد لاحق يجعلها أكثر سهولة، وليس العكس. يجب الانتباه لعدم تطور أنماط جديدة التي سنضطر لفطم الطفل عنها لاحقًا. لذلك، عندما نفكر في السيرورة ونقرر خوضها، علينا التفكير في طريقة توجّهنا لموضوع النوم لاحقًا: ما هي الطريقة المثلى لتنويم الطفل: هل يصحّ تنويم الطفل بين الذراعين بدلًا من السرير؟ لقد كبر الطفل وأصبح وزنه ثقيلًا، أين سينام الآن؟ ما هي طريقة التنويم المستحبة؟ من المهم أن تلائم الطريقة المختارة كِلا الوالدين، نمط حياتهما وبرنامج العائلة اليومي. يمكن التفكير أيضًا في تهاليل للنوم، الملامسة أو تنويم الطفل بوضعية معينة. يمكن الاستعانة بقصة محددة أو بطقوس خاصة بالطفل.
مع ذلك، يجب أن نتذكر أنّ هناك أحيانًا "طريقة" ملائمة للفترة الانتقالية فقط، لفترة التغييرات، ولكن في فترة لاحقة، هناك طرق أخرى أكثر ملاءمةً. بمعنى أنّ التنويم الانتقالي في العربة/السيارة/الحمّالة/على الذراعين لا يجب أن يبقى كذلك دومًا. عند فصل العلاقة العاطفية عن الرضاعة، فإنّ إجراء تغيير إضافي في طريقة التنويم سيكون أسهل.
امنحنَ أنفسكن فترة انتقالية لسيرورة الفطام عن الرضاعة الليلية. من المهم أن تعرفوا أنّ ذلك قد يستغرق بعض الوقت وأنّ الأمور ستتغير، ولكن ليس هناك ما يمنعكم من إيجاد الراحة والهدوء في جدولكم اليومي الجديد بعد استكمال سيرورة الفطام هذه.
مع تمنياتنا لكن بالنجاح!
تم تحديث المقالة من قبل إليا روبي في نوفمبر 2020
ترجمة للعربية: ربى سمعان، غلوكال للترجمة والحلول اللغوية
Comments